لحظة طلب العميل لتعديلات على المشروع بتكون أكتر لحظة غير محببة لأي فريلانسر، لِما يتبعها من مشقة التعديل على المشروع بعد ما أهّلت نفسك نفسيًا إنك خلصته، ولِما يتبعها من ذبذبة نفسية وأفكار سلبية زي هل شغلي مش كويس كفاية؟ أو هل العميل مش شايف إني شاطر في اللي بعمله؟ أو هل كبريائي هيسمح لشخص أيًا يكن هو مين يعدل على شغلي؟
.
الحقيقة هي إن مهما كنت محترف وشاطر في شغلك فالعملاء هيطلبوا منك تعديلات وهينتقدوا أجزاء من شغلك، والدليل على ده إن حتى أكبر الشركات والبراندات قبل ما تعرض أي منتج جديد في السوق بتنزل منه عينات للتجربة الأول وياخدوا على أساسها فيدباك المستخدمين عشان يقدروا يحسنوا المنتج، معنى كده إن حتى البراندات بتستقبل التعديلات والنقد عادي وده في صالحهم عشان يطوروا من منتجهم زي ما بيبقى فصالحك تسمع تعديلات العميل وتعدلها بشكل صحيح وتستخدمها لتطوير نفسك.
.
عشان التعديلات والانتقادات ديه جزء من شغلك كفريلانسر فتعالى أقولك إزاي تتعامل معاها في خمس خطوات وتطّلع منها بأكبر استفادة.
.
.
1- غَير فكرتك عن التعديلات والانتقادات
.
الفريلانسر الشاطر هيعرف إن التعديلات المعقولة اللي بتطلّب هدفها تحسين المشروع وتسليمه في أجمل صورة وأكمل وجه ومينفعش ياخد الموضوع بشكل شخصي، عشان كده التعديلات بتساعدك تبقى اشطر وأسرع وأقوى في مجالك لإن مع كل تعديل هتعرف معلومة جديدة أو هتاخد بالك من نقطة مكنتش مركز معاها هتساعدك تطور نفسك وتطلع مشاريع أقوي، وكل ما تحس إن مشاعرك السلبية مسيطرة عليك راجع نفسك وإرجع لنقطة الصفر اللي بتأكد لنفسك فيها إن انت والعميل عندكم نفس الهدف وهو تسليم المشروع في أكمل وجه وأحسن صورة.
.
.
2- متستعجلش في الرد على العميل
.
لحظة ما العميل بيبدأ يبعت انتقادات وتعديلات أول خطوة بتاخدها وأول كلمة بتبعتهاله بتكون جزء كبير من أسباب اكتسابك للعميل أو خسارته لإن العميل بيدور دايما على اللي يريحه واللي يعمل اللي هو طالبه ولو لقى إن أبسط حقوقه في إستلام مشروع هو راضي عنه بالكامل متحققتش مش هيتعب نفسه ويشتغل معاك تاني.
.
عشان كده أول خطوة تاخدها هي إنك متردش على العميل في ساعتها وتاخد وقت تستوعب التعديلات المطلوبة وترجع تبص عليها فى المشروع هل فعلاً العميل معاه حق ولا لا، لكن لو رديت فى ساعتها غالباً مشاعرك هتكون بتحركك ولحظة ضيقك هتخليك تعدل وانت مش حابب فللأسف هتكروت التعديلات، أو هتقنع العميل بكل الطرق إن المشروع مش محتاج تعديلات وإن وجهة نظره مش صح فكده إنت بدأت تضايق العميل ومترضيهوش.
.
.
3- اسأل أكتر عن التعديلات وأسباب الإنتقاد
.
بعد ما تتأكد إنك مش بتكلم العميل ومشاعرك مسيطرة عليك، هتبدأ تسأله بكل هدوء عن التعديلات المطلوبة وليه هو شايف إن التعديلات ديه محتاجة تتعمل أو ليه إنتقد أجزاء معينة وحابب يغيرها أو إيه مشكلته مع الجزء اللي انت قدمته.
.
وقتها تقدر تعرف وجهة نظره وتسمع أكتر وتعرف فعلا هل انت فهمت النقطة ديه غلط فطبقتها غلط؟ هل انت مستخدم ألوان مش مناسبة مع البراند بتاعه مثلا؟ هل العميل كان عنده تصور مختلف للمشروع وكان شايفه احسن من اللي انت عرضته عليه؟
.
أما تعرف أكتر عن أسباب طلب التعديلات هتقدر تفهم العميل وتتناقش معاه، ممكن يكون التعديل ده مش صح فعلا وتحاول تقنع العميل من وجهة خبرتك في المجال إن اللي بيطلبه ده مش صح فنياً، أو العميل معاه حق ومفيش مشكلة نعدل ده.
.
وبعد ما تسأل كل اللي محتاجه وتعرف تعديلات العميل وتتناقش معاه في هل التعديلات ديه صح ولا لا، لازم في آخر النقاش ده توصل مع العميل لإتفاق نهائي تعرف فيه وتعرفه انت هتعدل إيه بالظبط وهتعدله بأنهي شكل عشان تحافظ على احترافيك في التواصل بينك وبين العميل وميحصلش سوء تفاهم لأي سبب بينكم فتضطر تعدل تاني.
.
.
4- استفاد من التعديلات
.
بعد ما العميل يطلب تعديلاته ابدأ فكر بشكل إيجابي عن التعديلات اللي العميل طالبها ديه، وليه طلب التعديلات ديه هل عشان وجهة نظره عن المشروع مختلفة ولا عشان انت محتاج تطور نفسك في جزئية معينة، ابدأ فكر في تعديلات العميل على إنها وجهة نظر مختلفة وفكر انت بتقدم ايه عينه شيفاها غلط، هل اختيارك للألوان؟هل أخطائك الإملائية؟ هل الإنتقالات بين المشاهد؟ وهكذا، حط ايدك على الحاجه اللي العميل شايفها وصلحهاله بالشكل اللي يريحه وفي نفس اللحظة حط التعديل ده في خطة تطويرك لنفسك.
.
.
5- اتعامل مع التعديلات إنها بوابة تطويرك من نفسك
.
مش معني إن العميل طلب منك تعديلات وعدلتها واستلمه منك إن المشروع كده خلص!
.
بالعكس تماماً إنتهاء المشروع هو بداية جديدة ليك، التعديلات اللي العميل قدمهالك مبتنتهيش في لحظة تسليمها، بل بتكون جزء كبير ومهم من خطة تطويرك واحترافك في مجالك أكتر، عشان مش طبيعي ابداً إنك تعدي التعديل بدون وقفة بينك وبين نفسك وتلاقيه بيتكرر مرة واتنين وتلاتة بعد كده.
.
عشان تستفاد بالتعديلات اللي العملاء بيطلبوها منك هتقسمهم على 3 قوائم:
.
- أول ليست اسمها “مهم جداً” وديه بتضم تطويرك للتعديلات اللي مينفعش تتكرر واللي لو اتكررت هتقلل من تقيمك وممكن تبعد العميل عنك أو بتكون تعديلات مهمة جداً ومعروفة في مجالك أوي ولازم تاخد بالك إنك تقدمها للعميل بشكل واضح وصحيح.
- تاني ليست اسمها “الأولوية التانية” وديه بتضم التعديلات والتطويرات اللي محتاج تكون موجودة عندك واللي بتبهر العميل بشكل واضح أو بتساعدك تعلي تقيمك أكتر وبتكون واضحة لما تقدمها في شغلك وبتعليك في مجالك أكتر.
- تالت ليست اسمها “لو عندي هبقي جامد” وديه التطويرات اللي بتشتغل عليها على المدى الطويل وبتضم حاجات هتطور شغلك جداً وهتعليك كفريلانسر وهتبين انك شاطر في اللي بتقدمه وإن عندك معلومات وتطويرات غير منتشرة أوي، وديه المهارات اللي بتساعد العميل يشوفك مميز ويرتاح معاك في الشغل ويقرر إنه يعتمدك دايما في أي مشروع يطلبه بعد كده فى المجال ده.
.
الخلاصة
.
شغلك في مجال العمل الحر بيجبرك تبدأ بنفسك وتقدم شغلك بنفسك وتطور نفسك بنفسك، عدم وجود مدير أو زملاء حواليك بيخلي افتقارك للتقييم كل فترة والعمل في بيئة تساعدك وتعلمك حاجات واضح جداً وعشان تتجنب ده فالعميل هو الشخص الوحيد اللي ممكن يساعدك في ده عن طريق التعديلات والنقد على شغلك، الي بتساعدك تبني خطة تكمل بيها طريقك وتطور نفسك.